ازيكم يا قمرات
مساء الفل
الشجرة الخديوية" فى طى النسيان
شجرة الفيكس البنجالنس
إنها واحدة من تراث الدولة الخديوية التى جلبت لتزرع بأمر الخديوى إسماعيل عام 1868هى شجرة الفيكس البنجالنس أو التين البنغالى ذات الجزور الهوائية التى تصل للأرض.
الفيكس البنجالنس شجرة عتيقة وممتدة بفروعها بشكل رائع تلك الفروع التى تخرج من الشجرة الأم تمتد لتصبح هى الأخرى جذورا لشجرة جديدة، مما يجعل لها شكلا لا تستطيع معه التفرقة من أين أتت هذه الفروع والتى تدهشك فى النهاية أن مصدرها شجرة واحدة جلبها الخديوى إسماعيل مصر ضمن زراعات الفيكس كنباتات زينة للحدائق والمتنزهات ببر مصر.
الشجرة الأم توجد فى منتصف الشارع المؤدى إلى برج القاهرة وبقدرة إلهية وفى أبهى شكل طبيعى نمت أفرع تلك الشجرة الأم فولدت هى الأخرى على جانبى الطريق المؤدى والخارج من شارع البرج شجيرات أخرى تتدلى فروعها وكأنها جدايل شكلت بأوراقها وفروعها مساحة كبيرة من الظلال التى استغلها أصحاب السيارات الأجرة والتاكسى والملاكى وأيضا عربات الحنطور فى الوقوف تحت تلك المنطقة المظللة الناتجة عن الشجرة العملاقة والاستفادة منها فى غسيل السيارات او كموقف لسيارتهم بالقرب من برج القاهرة الذى يقع على بعد أمتار قليلة من الشجرة الأثرية التى حفرت على جزوعها أسماء وحروف وقلوب وذكريات الأصدقاء والمحبين، كما تمتد فروع وظلال الشجرة لداخل حديقة الزهرية المجاورة للبرج.
التقى اليوم السابع مع عدد من المواطنين العاملين بمنطقة البرج ورواده وتحدث معهم عن هذه الشجرة العتيقة.
يقول عبد الفتاح عبد الله أنا أرى هذه الشجرة مند عشرات السنين وهى بالفعل تحفة نادرة الوجود، لكنها مهملة ولا نجد مسئولين أو عمالا يهتمون بها، بينما أشار محمد سعيد إلى ضرورة غلق شارع البرج الذى تقع به الشجرة وجعلها مزارا سياحيا، كما طالب بإقامة سور حديدى حولها ووضع بعض الصور والتحف التى تؤرخ للفترة الزمنية التى زرعت بها بحيث تكون المنطقة متحفا مفتوحا للمارة من الزوار والأجانب والعرب لتكون مصدر دخل للشعب المصرى.
عبر محمد السيد محمد عن حزنه لسوء الحالة التى وصلت إليها الشجرة الأثرية والإهمال البالغ الذى يحيط بها بدلا من تزيينها وجعلها منطقة جذب سياحى على أعلى مستوى، خاصة أنها بجوار برج القاهرة الذى يأتى إليه الزوار من كافة أنحاء العالم.. أما سعيد محمد عميرة فلفت إلى ضرورة وضع لوحات بكل اللغات الأجنبية والعالمية تحكى تاريخ هذه الشجرة للتعريف بقيمة هذه الشجرة النادرة بدلا من اللوحة الصغيرة الموجودة على الشجرة والتى لا تعبر عن القيمة الحقيقية لها وأرجع عميرة الإهمال الذى تعانيه هذه الشجرة العتيقة إلى كل مسئول بكافة الجهات التى لها حق الإشراف على هذا الأثر النادر سواء كانت وزارة الزراعة أو السياحة أوالبيئة أوغيرها، مناشدا إياهم سرعة التحرك لإحياء هذا الكنز وهذه الثروة التى أهملت مثل آلاف الآثار والنودار المصرية التى لا توجد مثلها فى دول العالم.
قال أحد مسئولى الأمن ببرج القاهرة إن الشارع الموجود به الشجرة لم يكن موقفا للسيارات من قبل ثورة 25 يناير، لكن ما حدث بعد الثورة جعل الشارع مزدحما ومكدسا بالسيارات خاصة وقت المغرب رغم وجود العديد من الإشارات المرورية التى تمنع الانتظار بالشارع.
أشار عمرو صلاح، مسئول أمن بحديقة الزهرية أو المشتل التابع الآن لوزارة الزراعة والمجاور للشجرة العتيقة إلى أن هذه الشجرة لا تتبع وزارة الزراعة، بل تتبع هيئة النظافة والتجميل بديوان محافظة القاهرة، لافتا إلى توافد الباعة الجائلين مؤخرا إلى شارع البرج وهى منطقة سياحية مما أحدث العديد من السرقات بحديقة الزهرية وحديقة المسلة، وذلك يرجع الى الخلل الامنى الدى تشهدة مصر وهدا الموقع بشكل خاص رغم وجود العديد من المعالم بة مثل برج القاهرة ونادى الشرطة ومستشفى الأنجلو وكلية التربية الرياضية للبنات واتحاد الكرة والنادى الأهلى وكل هذه الأماكن كانت فى الماضى قصور ملكية للملكة فوزية والعائلة الخديوية.