[size=24][b][b][b][size=24][size=24][size=24][b][b][b][b][b]سعيد بن المسيب
[/b][/b][/b][/size]
مقدمة
سنتكلم اليوم باذن الله عن واحد من خيار التابعين ويُعد من أحد الفقهاءالسبعة بالمدينة المنورة
حتى ان عبد الله بن عمر بن الخطاب كان احيانا يسأله فى بعض الامور
وكذلك عمر بن عبد العزيز
رضى الله عنهم جميعا
و ولد سعيد بن المسيب فى المدينة المنوره فى عهد خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه
عندما مات العبادله الاربعه ( عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمرو بن العاص )
صار الفقه في جميع البلدان الي الموالي ( الموالى : العبيد الذين عُتقوا ) ...
إلا فى المدينه خصها الله بقرشي وهو سعيد بن المسيب
علمه وعبادته
تلقى العلم من زيد بن ثابت و ابو هريره رضى الله عنهما و تزوج من أبنة ابو هريرة رضى الله عنه
ومن العجيب انه لمدة خمسين عاما ما فاتته تكبيرة الاحرام والصف الاول و لو مرة
وفى حديث رسول لله صلي الله عليه وسلم :
"من صلي لله أربعين يوما في جماعه يدرك التكبيرة الاولي كتبت له براءتان براءة من النفاق ومن النار "
فكان يجتهد في تطبيق سنة نبي الله
وعُرف بأدبه وحياؤه وعلمه حتى ان سيدنا ابو هريرة أُعجب بهذه الصفات.....
ومن شدة أعجاب ابو هريره به زوجه ابنته ام حبيبه.
و من شدة خشوعه وكثرة بكاؤه في صلاته .... ضعف بصره
ونصحه بعض اصحابه بالخروج للخضره والماء والهواء لترتاح عينه ، فقال لهم :
وكيف أضيع شهود العشاء والفجر؟؟؟؟
موقف عجيب مع عبد الملك بن مروان
أراد امير المؤمنين عبد الملك بن مروان ان يدهب للحج ومن ثم يذهب للمدينه المنوره لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
وعندما وصل المدينة بعث امير المؤمنين غلامه ميسرة ليلتمس له من علماء المدينه من يذكره بالله ويعلمه
فذهب ميسرة للمسجد فما وجد سوي حلقة سعيد بن المسيب و طلب منه ان يذهب ليحدث أمير المؤمنين ويعلمه فقال له سعيد :
أذهب فقل له انني لست من حداثه و أخبره ان الحديث يؤتي اليه ولا يأتي اليكم فليأتي أمير المؤمنين الي المسجد
فلما أخبر ميسرة امير المؤمنين بما حدث قال امير المؤمنين عمر :
أجل هذا هو سعيد بن المسيب ليتك لم تذهب اليه
زواج ابنته
أراد امير المؤمنين أن يخطب أبنة سعيد بن المسيب لأبنه الوليد بن عبد الملك ولكن سعيد رفض لانه
خاف على ابنته من فتنة الملك وفتنة الدنيا
و زوج سعيد بن المسيب ابنته من أحد تلاميذه ( كثير بن ابى وداعه )
كانت قد ماتت زوجته فغاب عن درس سعيد عدة أيام، وعندما رآه سعيد وسأله عن سبب غيابه ....فأخبره بموت زوجته
فسأله يعيد بن المسيب : هل تزوجت بأخري ؟؟ ، فقال له ومن يزوجني وانا فقير ؟؟
فقال له : انا افعل
وقام سعيد خاطبا في المسجد وقال انه يزوجه ابنته علي درهمين
وعاد تلميذه الي البيت فرحا ً وكان صائما وبينما هو يفطر إذ سمع الباب يطرق ....فقال من ؟ ، فأجابه من بالباب : سعيد
فيقول فكرت فى كل انسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب لانه لم يُرى منذ اربعين عام الا مابين بيته والمسجد
واذا بسعيد بن المسيب وابنته بالباب فقلت يرحمك الله هلا أخبرتني حتي احضر اليك ،
فقال له : لا مثلك أحق بأن يؤتي - لقد كرهت ان تبيت ليلتك بغير زوجة وقد عقدت لك علي ابنتي فهاهي زوجتك ....
واغلق الباب ورحل ...... فسقطت المرأه من الحياء .
ولما دخل بها وجدها من اجمل واعلم النساء فمكث معها شهرا كاملا ثم أراد ان يذهب لدرس سعيد بن المسيب فلما اخبر زوجته قالت له: أجلس وانا اعلمك علم سعيد
وعندما ذهب الى المسجد وقابل سعيد بن المسيب قال له سعيد :
ما حال ذلك الإنسان؟ ( يقصد ابنته ) ، فقال له كثير : هو على ما يحب الصديق ويكره العدو
وبعث له سعيد بعشرين الف درهم ليعينه علي العيش
فاختار سعيد لابنته صاحب الدين وفضله على صاحب الملك والجاه
موقفه من بيعة الوليد بن عبد الملك واخيه سليمان
أراد أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ان يورث ولديه الحكم وكتب بالبيعه لكل المدن وبايعه كل الناس الا سعيد بن المسيب
فأخذه والي المدينه هشام بن اسماعيل وضربه ستين سوط وطاف به في المدينه وشهر به
ولكن سعيد ظل علي موقفه وقال :
لا أبايعهم و عبد الملك حي ((فرفض ان يبايع بالوراثة دون الشوري ))
ثم أرسل والي المدينه بأمره لأمير المؤمنين فأرسل له امير المؤمنين بأن يفرج عن سعيد بن المسيب.
وفاته
ظل سعيد بن المسيب صامدا علي كلمة الحق لا يخاف فيها لومة لائم مواظبا علي صلاته لا يراه احد الا بين البيت والمسجد حتي توفاه الله سنة 94 هجريه فى خلافة الوليد بن عبد الملك وعمره 95 سنه
( خير الناس من طال عمره و حسن عمله )
فرحمة الله علي سعيد بن المسيب تابعى من خيار التابعين[/b][/b][/b][/b][/b][/size][/size][/size]