سباق نحو الجنان

[size=24][b][b][b][size=24][size=24][size=24]

[b][b][b]سباق نحو الجنان [/b]

[/size]

الحلقة الأولي : يامضيع النخيل

يوضح ذلك ابن الجوزي في وصية من وصاياه الثمينة التي حوتها رسالته القيمة ( رسالة إلي ولدي ) والتي أوصي بها ابنه أبا القاسم بدر الدين قائلا له :

" واعلم أن الأيام تبسط ساعات والساعات تبسط أنفاسا وكل نفس خزانة فاحذر أن يذهب نفس بغير شئ فتري يوم القيامة خزانة فارغة فتندم فإن في الصحيح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة " فانظر إلي مضيع الساعات كم يفوته من النخيل


اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/b][/b][/b][/b][/b][/size][/size][/size]

[b][b][b][size=24][size=24][size=24]

[b][b][b][b][b]الوقت هو الحياة [/b][/b][/b]

[/size]



بلغ حرص السلف علي أوقاتهم مبلغا عجيبا وكانوا أعرف الناس بقيمتها وكانوا يقولون : من علامات المقت إضاعة الوقت ويقولون : الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك وكانوا يحاولون دائما الترقي من حال إلي حال أحسن منها بحيث يكون يوم أحدهم أفضل من أمسه وغده أفضل من يومه ويقولون في هذا :" من كان يومه مثل أمسه فهو مغبون ومن كان يومه شرا من أمسه فهوم ملعون ومن لم يتعاهد النقصان من نفسه فهو في نقصان ومن كان في نقصان فالموت خير له "

يقول الحسن البصري : " ابن آدم أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل وأنت أعلم فاعمل "


وكان بشر بن الحارث الحافي كثيرا ما يقول : " أمس قد مات واليوم في النزع وغد لم يولد فبادر بالأعمال الصالحة "

وتتغير الألفاظ لكن معانيها تبقي كما هي فيقول " الليل والنهار حثيثان يعملان فيك فاعمل فيهما "


اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/b][/b][/b][/b][/b][/size][/size]

[size=24][size=24][size=24][b][b][b][size=24][size=24][size=24][size=24][size=24]

[b][b][b][b][b]رسوم الاشتراك [/b][/b][/b]

[/size][/size][/size]


قال ابن القيم : اشتر نفسك اليوم فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة وسيأتي علي تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلي قليل ولا كثير



ومن رحمة الله بعباده المؤمنين أن جعل عقوبة المعصية في الدنيا حتي تكون تنبيها لهم عما بدر منهم ، قال ابن الجوزي : " فرب شخص أطلق بصره فحرم اعتبار بصيرته ، أو لسانه فحرم صفاء قلبه أو آثر شبهة في مطعمه فأظلم سره وحرم قيام الليل وحلاوة المناجاة إلي غير ذلك مما يعرفه أهل محاسبة النفوس "


بل إن تعجيل عقوبة العبد في الدنيا من علامات حب الله له يقول النبي صلي الله عليه وسلم : " إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتي يوافي به يوم القيامة "




ويؤكد هذا أبو سليمان الداراني فيقول : " كلما ارتفعت منزلة القلب كانت العقوبة إليه أسرع "


وأهل اليقظة لا يلتذون بالمعصية لأنه ( لا ينال لذة المعاصي إلا سكران بالغفلة ، فأما المؤمن فإنه لا يلتذ بها لأنه عند التذاذه يقف أمامه علم التحريم وحذر العقوبة فإن قويت معرفته رأي بعين علمه قرب الناعي ( وهو الله ) فيتنغص عيشه وقت التذاذه وما هي إلا لحظة ثم ندم ملازم وبكء متواصل وأسف علي ما كان مع طول الزمان حتي لو تيقن العفو وقف بإزائه حذر العتاب )

واسمع : ( يامن معاصيه أكثر من أن تحصي ، يامن رضي أن يطرد فيقصي يادائم الزلل وكم ينهي ويوصي ياجهولا بقدرنا ومثلنا لا يعصي إن كان قد أصابك داء داود فنح نوح نوح تحيا بحياة يحيي )


اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم [/b][/b][/b][/b][/b][/size][/size][/size][/size][/size]

[b][b][b][size=24][size=24][size=24][size=24][size=24]

[b][b][b][b][b]غفلة مضحكة[/b][/b][/b]

[/size][/size][/size]




هذه الغفلة دفعت أبا الدرداء رضي الله عنه إلي الضحك قائلا : " أضحكني ثلاث : مؤمل دنيا والموت يطلبه وغافل ليس بمغفول عنه وضاحك ملء فيه لا يدري أرضي الله أم أسخطه "


وسرعان ما يتحول الضحك إلي تحذير حين رأي رجلا يضحك ملء فيه قائلا : كيف بك إذا حفر لك من الأرض أربعة أذرع فلم يضحك الرجل بعدها قط



ومن نفس المشكاة قبس معروف الكرخي جلس إلي جماعة فاغتاب رجل منهم آخر فأيقظه معروف قائلا له : " ياهذا اذكر يوم يوضع القطن علي عينيك "

اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم [/b][/b][/b][/b][/b][/size][/size]

[size=24][size=24][size=24][b][b][size=24][size=24][size=24][size=24][size=24][b][b][b][b][b]ثلاث لوحات[/b][/b][/b][/size][/size][/size]



هذه الغفلة دفعت بشر بن الحارث الحافي إلي محاولة تبسيط الأمر علي المسلمين حتي لا يكون لأحد عذر فقال : " إن هذه الدار نملة تجمع الحب في الصيف لتأكله في الشتاء فلما كان يوم أخذت حبة في فمها فجاء العصفور فأخذها والحبة فلا ما جمعت أكلت ولا ما أملت نالت ؟"


وفي لوحة أخري يرسمها ابن الجوزي يقول :

" الدنيا فخ والناس عصافير " والعصفور يريد الحبة وينسي الخنق " قد نسي أكثر الخلق مالهم ميلا إلي لذاتهم فأقبلوا يسامرون الهوي ولا يتلفتون إلي مشاورة العقل ولقد باعوا بلذة يسيرة خيرا كثيرا واستبدلوا بشهوات مرذولة عذابا عظيما فإذا نزل الموت بأحدهم قال : ليتني لم أكن ، ليتني كنت ترابا فيقال له : الآن وقد عصيت "


فإن غيمت سحب الغفلة علي بصرك فلم تتبين لوحتي بشر وابن الجوزي عرضنا لك لوحة ثالثة رسمها الحسن البصري بألون براقة كفيلة بأن تقشع الغشاوة وتورث الهداية يقول رحمه الله :


يابن آدم السكين تشحذ والتنور يسجر والكبش يعتلف "

يضرب لذلك مثلا للإنسان الغافل عن آخرته اللاهي في دنياه فيشبهه بالكبش يأكل العلف يقدم له والسكين تشحذ لذبحه والتنور يسجر لطهيه وهو لاه ساه عن ذلك بطعامه وشرابه


اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم [/b][/b][/b][/b][/size][/size][/size][/size][/size]

[b][size=24][b][b][b]

[size=24][size=24][size=24]

[b][b][b][b][b]غافل وباذل [/b][/b][/b]

[/size]

هذه الغفلة جعلت غافلا يتعجب من باذل قائلا : إلي كم تتعب نفسك ؟ قال : راحتها أريد


وحين سئل الإمام أحمد : متي يجد العبد طعم الراحة ؟ قال : عند أول قدم يضعها في الجنة


في جنازة داود الطائي حيق قام ابن السماك خطيبا يخطب الناس من بعد أن أهيل علي أخيه التراب ويقول : " ياداود ما أعجب شأنك وقد يزيد في العجب أنك من أهل زمانك ، ألزمت نفسك الصمت حتي قومتها علي العدل وأهنتها وأنت تريد شبعها وأظمأتها وأنت تريد ريها وخشنت الملبس وإنما تريد لينه وخشنت المطعم وإنما تريد طيبه ،
أما كنت تشتهي من الماء بارده ولا من الطعام طيبه ولا من الملبس لينه ، بلي ولكنك زهدت فيه لما بين يدك مما دعيت إليه ورغبت فيه فما أصغر ما بذلت وما أحقر ما تركت وما أيسر ما فعلت في جنب ما أملت وطلبت "

صدق والله ابن السماك : ما أيسر ما فعل داوود وذلك لما يري ويكشف له عيانا من عظيم نوال الله أو باهر عطائه




" اللهم لا تجعلنا ممن يقول ولا يعمل ويسمع ولا يقبل إذا سمعنا الوعظ بكينا وإذا جاء وقت العمل بما سمعناه عصينا "

اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم [/b][/b][/b][/size][/size][/size][/b][/b][/b]

[b][b]

هكذا كافأهم الله

[u][/b]

[b][b]
[size=24][b]
[b][b]





بهذا وحده بيض الله وجوههم وأفاض عليهم من نوره مثل الحافظ الضياء أبو محمد المقدسي ( كأن النور يخرج من وجهه ضعف بصره من كثرة الكتابة والبكاء)

ومثل والد الإمام الرافعي حيث يروي الامام عن بعض أحوال أبيه محمد بن عبد الكريم القزويني الرافعي : " حكي لي مؤذن المسجد وهو رجل صالح أن والدي خرج لصلاة العشاء وكانت ليلة مظلمة قال : فرأيت نورا فحسبت أن معه سراجا فلما وصل لم أجد شيئا فذكرت له فلم يعجبه وقوفي علي حاله وقال لي : أقبل علي شأنك "


وعلي الطريق جهبذ آخر وهو الإمام مالك قال عبد الرحمن بن قاسم العتقي المصري أحد أصحاب مالك : " كنت آتي مالكا فأسأله عن مسألتين ، ثلاث ، أربع وكنت أجد منه في ذلك الوقت انشراح صدر فكنت آتيه في كل سحر فتوسدت مرة عتبته فغلبتني عيني فنمت وخرج مالك إلي المسجد ولم أشعر به فركلتني جارية سوداء له برجلها وقالت لي : إن مولاك قد خرج ليس يغفل كما تغفل أنت اليوم له تسع وأربعون سنة قلما صلي الصبح إلا بوضوء العتمة



ولئن كان التاجر يطرب لسماع خشخشة دنانيره ولرؤية بريق ذهبه ولئن كان أهل اللهو والطرب يلتذون بضرب الأوتار وعزف الألحان فإن لذة الإمام الشافعي وصفها فقال :


سهـري لتنقيـح العلوم ألذ لي = من وصل غانية وطيب عنــاق
وصرير أقلامي على صفحاتها = أحلى مـن الدّّوْكـاء والعشــاق
وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا = نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي
وتمايلي طربـا لحل عويصـة = في الدرس أشهى من مدامة ساق
وأبيت سهـران الدجى وتبيته = نومـا وتبغي بعـد ذاك لحــاقي



اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم [/b][/b[/b][/size][/b][/b]][/b]

[b][b][b][size=24][size=24][size=24][size=24]

[b][b][b][b]لا تكن شعبانيا [/b][/b]

[/size]



سئل الشبلي : أيهما أفضل رجب أم شعبان ؟ فقال : " كن ربانيا ولا تكن شعبانيا "


يقرع بأسماع من عبد الله علي حرف فعرفه في شعبان ونساه طوال الايام وسالت دموعه في رمضان وأجدبت في غير رمضان



لما قيل لبشر بن الحارث الحافي : إن قوما يتعبدون ويجتهدون فقال : بئس القوم لا يعرفون الله حقا إلا في شهر رمضان ويضع النقاط علي الحروف فيقول : إن الصالح الذي يعبد ويجتهد السنة كلها



أين حال هؤلاء الحمقي من قوم كان الدهر كله رمضان ليلهم قيام ونهارهم صيام ابتاع قوم من السلف جارية فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له بما لذ وطاب من الطعام والشراب فسألتهم فقالوا : نتهيأ لصيام رمضان فقالت : وأنتم لا تصومون إلا رمضان ؟؟ لقد كنت عند قوم كان كل زمانهم رمضان ردوني عليهم



ابتاع أبو عبد الله الحسن بن صالح جارية له فلما انتصف الليل قامت فنادت : ياأهل الديار الصلاة الصلاة قالوا : أطلع الفجر ؟ قالت : وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة ثم جاءت الحسن وقالت : لقد بعتني لقوم سوء لا يصلون إلا المكتوبة ردني .. ردني .. ردني


كان الرسول صلي الله عليه وسلم عمله ديمة ولما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها " هل كان النبي صلي الله عليه وسلم يخص يوما من القيام فقالت : لا كان عمله ديمة



فعلي خطي رسول الله صلي الله عليه وسلم سر وكن علي عمل دائم حتي ينتهي سباقك ويأتيك أجلك قال الحسن : إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت ثم قرأ :


" واعبد ربك حتي يأتيك اليقين "




وإليك القول علي لسان ابن رجب الحنبلي :


" هذه الشهور والأعوام والليالي والأيام كلها مقادير الآجال ومواقيت الأعمال ثم تنقضي سريعا وتمضي بعيدا والذي أوجدها وابتدعها وخصها بالفضائل باق لا يزول ودائم لا يحول هو في جميع الأوقات إله واحد ولأعمال عباده رقيب مشاهد "


اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم


لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/size][/size][/size][/b][/b][/b][/b][/b]