بين العفو ورد الاساءة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفى وعلى آله وصحبه وسلم
أخواتي الحبيبات
النقد البشري صفة تغلب الكثير من بني آدم إما بحق وإما بباطل وقد لاحظت كثيرا أن الناس تتربص دائما بمن يغلب عليه السمت الديني قولا أو مظهرا خارجيا
فيحسبون عليه كل حركة وسكون ويتناسون أنه بشر لا عصمة له يسىء كما يحسن ويخطأ كما يصيب لكنهم أبوا إلا الامساك بكل هفوة وحجتهم في ذلك واهية
أنت تمثل الدين فلو ضربك وسبك أحد فيجب الرد بالحسنى
وهذا وإن كان صحيحا من جانب إلا أنه ليس بواجب ألبتة
نعم أخواتي فمن حق المساء إليه وإن كان ملتزما أن يرد الاساءة بمثلها وإن عفى فهذا يرفع قدره ويزيد درجته لكن رده في حد ذاته لا يأثم عليه ولا يحمل وزرا.
وأنا ها هنا لا اريد من كلامي الدعوة للرد بنفس الاساءة لكني رأيت التهجم والتحفز الشديد لمن يبدي التزاما
صادفت هذا كثيرا ولا أجد سببا لحنق أولئك الناس وتحفزهم لأهل الدين
بل والادهى استنكارهم الشديد ورفضهم التام لاي محاولة للرد او الدفع.
وما علموا أن الشرع كفل لنا هذا وضمنه ونص عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه العزيز
إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }الحج38
اعلمي أختي أن رب العالمين شرع لنا الرد فقال سبحانه
فمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ. البقرة : 194}
انظري أختي إلى الشرط
ألا نزيد عن مثل ما قيل لناا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما حتى يعتدي المظلوم
أي إذا سب فرد فردا آخر ورد عليه بنفس الاساءة كان ذلك كافيا ولو زاد كان ظالما
وفي هذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية
وكذلك له أن يسبه كما يسبه، مثل أن يلعنه كما يلعنه، أو يقول: قبحك الله، فيقول: قبحك الله، أو أخزاك الله، فيقول له: أخزاك الله، أو يقول: يا كلب يا خنزير، فيقول: يا كلب يا خنزير. فأما إذا كان محرم الجنس مثل تكفيره أو الكذب عليه لم يكن له أن يكفره ولا يكذب عليه
فحق لمن أسىء إليه الرد وهذا بنص كلام رب العالمين ورسوله الامين-صلوات ربي وسلامه عليه
ولا لوم عليه ان فعل ولو كان ملتزما
أما العفو فهو أعلى له في المنزلة وأفضل والله تعالى يقول
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }آل عمران
134
هدانا الله وإياكم إلى الحق وكفانا شرور خلقه وزادنا من فضله
اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا