Admin Admin
عدد المساهمات : 1397 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: الخوف من الله الأربعاء أكتوبر 05, 2011 12:23 am | |
| [size=24][b][b][b]الخوف من الله
عن أبي الفيض ذا النون المصري قال:- وصف لي رجل من السادة باليمن قد برز على الخائفين ، وسما على المجتهدين بسما بين الناس معروف ، وباللب والحكمة والتواضع والخشوع موصوف 0 قال : فخرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام فلما قضيت الحج قصدت زيارته لأسمع من كلامه وأنتفع بموعضته أنا وأناس كانوا معي يطلبون ما أطلب من البركة ، وكا معنا شاب عليه سما الصالحين ومنضر الخائفين ، وكان مصفر الوجه من غير سقم أعمش العينين من غير رمد يحب الخلوة ويأنس بالوحدة ، تراه كانه قريب عهد بمصيبة ، وكنا نعذله على أن يرفق بنفسه ، فلا يجيب قولنا وعدلنا ، ولا يزداد إلا مجاهدةً واجتهاداً ، ولسان حاله يقول :
أيها العاذلون في الحب مهلاً // حاشا لي عن هواه أن أتسلى كيف أسلوا وقد تزايد وجدي // وتبدلت بعد عزي ذلاً قيل تبلى قلت تبلى عضامي //وسط لحدي وحبكم ليس يبلى حبكم قد شربته في فؤادي //في قديم الزمان مذ كنت طفلاً
قال : ولم يزل ذلك الشاب في جملتنا حتى انتى معنا إلى اليمن ، وسألنا عن منزل الشيخ فأرشدنا إليه ، فطرقنا الباب فخرج إلينا كأنما يخبر عن أهل القبور ، فجلسنا إليه ، فبدأه الشاب بالسلام والكلام ، فصافحه وأبدى له البشر والترحيب من دوننا ، وسلمنا كلنا عليه ، ثم تقدم إليه الشاب وقال : ياسيدي إن الله قد جعلك وأمثالك أطباء لأسقام القلوب ، ومعالجين لأوجاع الذنوب ، وبي جرح قد نغل ، وداء قد استمكن وأعضل ، فإن رايت أن تتلطف بي ببعض مراهمك فأفعل ، فأنشد الشيخ هذه الأبيات :
إن داء القلوب داء عظيم // كيف لي من بالخلاص من داء ذنبي هل طبيب مناصح لي فإني // أعجز الخلق والأطباء طبي آه واخجلتي ويا طول حزني// من وقوفي إذا وقفت لربي وانقطاع الجواب مني ولما لا // وبلائي قد جل عن كل خطب
فقال الشاب للشيخ : فإن رأيت أن تتلطف بي ببعض مراهمك فأفعل ، فقال له الشيخ سل عما بدا لك ، فقال له ما علامة الخوف من الله تعالى ؟ قال أن يؤمنك خوف الله من كل خوف غير خوفه ، فأتفض الفتى جزعاً ثم خر مغشياً عليه ساعةً ، فلما أفاق قال : رحم الله من يتيقن العبد خوفه من الله ؟ قال إذا أنزل نفسه من الدنيا مزلة العليل السقيم ، فهو محتم من أكل اطعام مخافة طول السقام وتصبر على مضض الدواء مخافة طول الضنا ، قال : فصاح الشاب صيحةً ضننا أن روحه قد خرجت ، ثم قال : يرحمك الله ما علامة المحبة لله تعالى ؟ فقال : يا حبيبي إن درجة المحبة لله رفيعة ، فقال الشاب : أجب أن تصفها لي ، فقال : يا حبيبي إن المحبين لله تعالى شق لهم عن قلوبهم فأبصروا بنور القلوب إلى جلال عظمة الإله المحبوب ، فصارت أرواحهم روحانية ، وقلوبهم حجبية وعقولهم سماوية تسرح بين صفوف الملائكة الكرام ، فشهق الشاب شهقةً فمات رحمة الله تعالى عليه ، فجعل الشيخ يقبله ويبكي ويقول : هذا تصرع الخائفين ، هذه درجة المحبين ، هذه روح حنت فأنت ، فسمعت فأشتاقت فشهقت فماتت 0 وأنشد بعضهم :
علم قدر علم المرء يعظم خوفه // فلا عالم إلا من الله خائف فآمن مكر الله بالله جاهل // وخائف مكر الله بالله عارف [/b][/b][/b] [/size] | |
|